الحديث ذو شجون
زرت اليوم شاطئ رأس الماء، ويسمى أيضا رأس كبدانة، وبالإسپانية كابو دي أݣوا، ينطقها الأهالي هنا : قابو دي آوا، وهو شاطئ جميل، لولا ذلك المشهد الذي ينغص على المصطاف متعته.
تبدو من الشاطئ ثلاث جزر قريبة منه، لكنها محتلة من طرف إسپانيا، هذه الجزر يسميها الإسپان،Islas Chafarinas، ونسميها نحن الجزر الجعفرية.
احتلت إسپانيا هذه الجزر سنة 1848، أي بعد احتلال الجزائر بقليل، فقد قامت إسپانيا باحتلالها في خطوة استباقية ضد فرنسا التي كانت تود احتلالها كي تراقب المغرب عن كثب، وتمهد لاحتلاله.
غيرت إسپانيا أسماء الجزر الثلاث، فأطلقت على:
1-جزيرة عايشة اسم Isla de Congreso، وهي أكبرالجزر ،والتي تبدو مأهولة وسط الصورة.
2- جزيرة إيدو Isla de Isabel II
3-جزيرة أسني Isla del Rey
كان لي في صحيفة وطنية عمود ثابت تحت عنوان ( المغرب بعيون إسپانبة )، كنت أختار خلال أسبوع ما تنشره الصحافة الإسپانية عن المغرب – إن استحسانا أو استهجانا – وأنشر خلاصته، وقد صادفت مرارا حديثهم عن مستعمراتهم على أرض المغرب، وأغلبهم يتعصب لحق إسپانيا في هذه المستعمرات، وهاهي صورة لمقال بعنوان: إسپانيا أخرى ميكروبية في شمال المغرب La otra(micro) España en el norte de Marruecos
لم يكذب صاحب المقال، فهي ميكروب على سواحل شمال المغرب، لا بد من إبادته!
ولكن التخلص منه يحتاج إلى تعبئة سلمية، وأول ما ينبغي المبادرة به هو تكثيف التوعية بهذه المستعمرات، عن طريق الصحافة والسوشيال ميديا والمقررات المدرسية، لأنه لا يمكن أن نطالب بشيء نجهل اسمه وموقعه على الخريطة، وسأذكر هذه المستعمرات بالترتيب حسب موقعها على الخريطة بداية من اليمين إلى اليسار.
1- الجزر الجعفرية Islas Chafarinas:
يقولون إن اسمها Chafarinas، من الريفية إشفارن، بمعنى اللصوص، وهي ذريعتهم لاحتلالها، زاعمين أن المجاهدين ( القراصنة) كانوا ينطلقون منها . ألا إنهم هم ( الشفارون)، ولكنهم لا يعترفون !
2- جزيرة البرهان Isla de Alborán:
تبعد عن المغرب ب 59 كلم، وعن إسپانيا ب 90 كلم، في منطقة بحرية تسمى البرهان قبالة جبل طارق.
3- مدينة مليلية :
احتلتها إسپانيا سنة 1497، وتزعم أنها صارت إسپانية بالتقادم .
4- جزيرة النكور Peñon de Alhucemas
5-جزيرة بادس Peñon de Vélez de la Gomera
6-مدينة سبتة Ceuta :
احتلها البرتغال سنة 1415، ثم استولت عليها إسپانيا من البرتغاليين .
7- جزيرة تورة Isla de perejil :
هي التي وقع النزاع حولها في صيف 2002، وكادت الأمور تؤول إلى مواجهة عسكرية، وتدخلت الولايات المتحدة فنزعت الفتيل وأجلت نشر الغسيل .
أغلب المغاربة لا يعرفون اسم هذه الجزيرة، ويسمونها خطأ بليلى، واسمها المغربي جزيرة تورة، أما ليلى فهو نطق الأندلسيين في إسپانيا لإسم لا إيسلا La isla، أي الجزيرة، وهذه والله من الكبائر الكبيرة !