من ينسى صوت شيرين أبو عاقلة وهي تختم تغطيتها الصحفية في كل اعتداء شنيع توقعه قوات الاحتلال الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني الأعزل بقول: شيرين أبو عاقلة – الجزيرة- ؟ من ينسى هذه الصحفية الفريدة التي وهبت روحها لكشف الحقيقة ونزع الحجاب عن جرائم الكيان الإسرائيلي الجاثم الذي لا يتقن شيئا في هذه الحياة غير التنكيل والتقتيل وتجريد البشرية من ممتلكاتها وأراضيها وحقوقها المشروعة ؟
فتحت الراديو صباح اليوم كعادتي أبغي الاطلاع على آخر الأخبار التي تدور في العالم، فإذا بخبر اغتيال شيرين أبو عاقلة ينزل علي كالصاعقة، قفزت من فراشي وفتحت حاسوبي المرتبط بشبكة الإنترنيت للتأكد مما تلقت أسماعي، فإذا بي أجد خبر استشهاد شيرين أبو عاقلة يتصدر عموم مواقع الأخبار الموثوق بها.
هتفت بوجع: شيرين أبو عاقلة يا مجرمين .. شيرين أبو عاقلة يا وحوش ؟؟!!!
كانت الصور ومقاطع الفيديو المبثوثة والتي تؤرشف للحادث كفيلة بأن تقنعنا بأن المجرم معروف، ولسنا بحاجة لأي تحقيقات أو أبحاث للوصول إليه، يد الغدر الإسرائيلي باتت بصمتها مكشوفة للعيان، ومعالم جرمها واضحة مهما حاولت التستر وتبرئة نفسها.
سقطت شهيدة الصحافة شيرين أبو عاقلة أمام أنظار زملائها وهم بؤدون جميعا واجبهم المهني في سلم وأمان، صوب نحوها رصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي ظنا منهم أنهم بقتلها يقتلون صوت الحق والحقيقة إلى الأبد ويدفنونه معها، بينما الأصل أن شيرين أبو عاقلة هي واحدة من آلاف الأصوات التي لا يسكتها الظلم ولا يرعبها العدوان، صمدت في وجه العدو الإسرائيلي إلى آخر رمق في حياتها، وكذلك تصمد من بعدها بنات وسيدات الوطن العربي فداء لها ولأرض فلسطين الغالية وعلى خطاهن يصمد الرجال أيضا وبقوة أشد .
أي جرم ارتكبت شيرين أبو عاقلة ليفتك بجسدها وتزهق روحها هكذا فجأة؟ بأي ذنب قتلت يا أعداء الإنسانية ويا مشرعي الإرهاب وناشريه فوق الأرض؟
أرانا الله فيكم يوما يسحقكم فيه سحقا ويهلككم هلاكا يفدي أرواح الأبرياء الذين سفكتم دماءهم بالباطل أيها القتلة.