صلى بنا المقرئ الكريم ركعات التراويح للجزء الأول من ليلة يومنا الثلاثاء ثالث رمضان المعظم بالثمن الأخير من سورة البقرة. ووجدتني ألاحظ في الآيات إلحاحا متكررا على التصدق، الشيء الذي لم ألاحظه من قبل، فلما عدت إلى البيت راجعت الآيات من المصحف وتاملتها، فخرجت بالخلاصة التالية، يسعدني أن أتقاسمها معكم.
بدا لي أنه من الممكن تقسيم آيات التصدق الواردة في آخر سورة البقرة إلى خمسة أقسام، كما يلي :
1- الأمر بالصدقة.
2- الإغراء بالصدقة.
3- تحذير واحتياط.
4- آداب الصدقة.
5- مستحقو الصدقة.
1- الأمر بالصدقة :
يقول الله تعالى في الآية 254 « يا أيها الذين ءامنوا أنفقوا مما رزقناكم من قبل أن ياتي يوم لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ». وفي الآية 267 : « ياأيها الذين آمنوا أنفقوا من طيبات ما كسبتم ومما اخرجنا لكم من الارض ولا تيمموا الخبيث منه تنفقون»، ففي الآيتين استعمل فعل الامر مباشرة( أنفقوا).
2- الإغراء بالصدقة :
الآية 261 : « مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء» وفي 265 : « ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فأتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل.» وفي 268: « الشيطان يعدكم الفقر ويامركم بالفحشاء والله يعدكم مغفرة منه وفضلا.» وفي 270: « وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه.» وفي 272: « …وما تنفقوا من خير فلأنفسكم وما تنفقون إلا ابتغاء وجه الله وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأنتم لا تظلمون» وفي 274 : « الذين ينفقون أموالهم بالليل والنهار سرا وعلانية فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون.» وفي 276: « يمحق الله الربا ويربي الصدقات»
3- تحذير واحتياط:
الآيتان 262 و 263: « الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله ثم لا يتبعون ما أنفقوا مَنّاً ولا أذى لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون، قول معروف ومغفرة خير من صدقة يتبعها أذى والله غني حليم.»
4- آداب الصدقة :
الآية 264 : « يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والاذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ». وفي 271: « إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتوتوها الفقراء فهو خير لكم». وفي 281 : « وإن كان ذا عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون».
5- مستحقو الصدقة:
الآية 273 : « للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضربا في الارض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا وما تنفقوا من خير فإن الله به عليم.»
هذا كل ما استطعت استنباطه من الآيات الكريمة، ويسعدني أن تساعدوني بتوضيحات وتفاسير نستفيد منها خلال هذا الشهر الفضيل. وتقبل الله منا ومنكم كل عمل جميل.