نظم مركز لكسوس للباحثين الشباب يوم السبت 26 فبراير 2022 ندوة علمية تحمل عنوان ” البحث العلمي في خدمة التنمية” ، وذلك بفضاء دار الثقافة بمدينة القصر الكبير انطلاقا من الساعة الخامسة مساء.
انقسمت فعاليات الندوة إلى جلستين، ترأسهما الإعلامي والصحفي بجريدة العلم الأستاذ محمد كماشين، وافتتحتهما رئيسة مركز ليكسوس للباحثين الشباب الأستاذة خديجة الشرقاوي بكلمة ترحيبية أوجزت فيها السياق العام لعقد هذه الندوة.
تناول المداخلة الأولى الباحث في مجال السياسات العمومية الأستاذ المهدي الروحي تحت عنوان :” أهمية انخراط الشباب في المجال السياسي من أجل انتاج سياسات عمومية تلم بالتحديات الاقتصادية والسياسية” فتحدث عن الواقع السياسي المغربي بعد الاستقلال خصوصا مع ظهور مؤسسة الأحزاب السياسية، كما تحدث عن دور البرلماني المتمثل في إيصال صوت المواطن الى البرلمان، ثم تحدث عن أهمية انخراط الشباب في المجال السياسي، مشيرا إلى تجربته الشخصية في استحقاقات 8 شتنبر 2021.
كانت المداخلة الثانية للباحث بسلك الدكتوراه والمساعد الاجتماعي في قسم قضاء الأسرة بالمحكمة الابتدائية بمدينة الرباط، الأستاذ محمد حبيب، تعرض فيها لموضوع ” الخدمة الاجتماعية القضائية قاطرة للتنمية”، طرح “حبيب ” مجموعة من التساؤلات حول الخدمة الإجتماعية ودورها في البحث العلمي، وتناول اختصاصات المساعدين الإجتماعيين وما يسدونه من خدمات للمرأة والطفل تيسيرا لتحقيق العدالة، وقد ركز ” حبيب” على نقطتين أساسيتين هما : الحضانة، وفق ما نصت عليه المادة 172 في مدونة الأسرة، وزواج القاصرين وفق المادة 20 من مدونة الأسرة، كما لم يفته التذكير بالمشاكل والعراقيل التي تواجه المساعدين الإجتماعيين أثناء مزاولة مهامهم.
فيما يخص المداخلة الثالثة، فقد تناولت فيها الكلمة الكاتبة والإعلامية أسماء التمالح تحت عنوان ” الكتاب وإسهامه في التنمية: مكاشفات في الأدب والفن والإعلام أنموذجا”، قدمت أسماء في بداية مداخلتها توطئة حول البحث العلمي ودوره في التنمية قبل أن تتوغل في الحديث عن إصدارها الورقي ” مكاشفات” الصادر عام 2017، والذي تنوعت حواراته وتعددت الأجناس الأدبية والفنية والإعلامية في صفحاته، كما اختلفت الأجيال به باختلاف الأسماء المستجوبة فيه.
إن كتاب ” مكاشفات” استدرج المحاورين إلى البوح بما لذواتهم من صلة بإبداعهم وكتاياتهم، وهو يسلط الضوء على كثير من تفاصيل تجاربهم، ويستجلي أذواقهم ومفاهيمهم ومواقفهم، إلى جانب أنه يزيد في توضيح إنتاجهم وكشف أبعاده وأسراره أمام المتلقي مثلما أفاد بذلك مقدم الكتاب الدكتور مصطفى يعلى.
يقدم الكتاب كذلك صورة مشرقة عن مدينة القصر الكبير ويعطيها ألقها الكبير وتوهجها المستدام، ويضع يده على كثير من القضايا الشائكة من أزمة قراءة، وانهيار القيم والأخلاق، والعنف المدرسي، وقضايا التعليم وغيره. وإذا كان الكثير من منابر النشر العام والمتخصص قد انتقل من الإصدار الورقي إلى الإصدار الإلكتروني فإن أسماء التمالح غيرت اتجاه هذا المنحى بأن توجهت من النشر الإلكتروني إلى النشر الورقي عبر كتابها ” مكاشفات في الأدب والفن والإعلام”.
انطلقت الجلسة الثانية من أشغال الندوة العلمية بعد ذلك، وتناول الكلمة الأستاذ عادل تولة ( مساعد إجتماعي بقسم قضاء الأسرة بالمحكمة الإبتدائية بالقصر الكبير، حيث عنون مداخلته ب ” دور السوسيولوجيا في التنمية”، تحدث في مداخلته عن علم السوسيولوجيا والتطور التاريخي الذي عرفه بالمغرب، وفي الحضارة العربية والإسلامية وكذا الغربية، مشيرا إلى أن علم السوسيولوجيا هو علم دراسة الظواهر الإجتماعية ومختلف التفاعلات المنبثقة عن المجتمع عبر أدوات ومناهج علمية وتحليلية.
أما المداخلة التي تلتها فكانت للأستاذ محمد الزكراوي ( باحث في العلوم القانونية والادارية)، عرف في مستهل كلمته بالبحث العلمي والنموذج التنموي، ثم توسع في الحديث عن أهمية البحث العلمي ودوره في التنمية، ودور المجتمع المدني والقطاع الخاص في البحث العلمي الذي يعاني ببلادنا من غياب الحكامة العلمية ومن انعدام التحفيز.
آخر مداخلة في الندوة العلمية قدمها الأستاذ ابراهيم الشافعي ( رئيس المركز المغربي للدراسات القانونية والسياسات العمومية)، كان عنوانها ” تمكين الشباب في مجالات البحث العلمي تجربة المنظومة الايكولوجية البحثية المفتوحة”، أبرز فيها المتحدث مفهوم التمكين و دور اللغة في التنمية، راصدا تجربة المركز في البحث العلمي والتحديات والإكراهات التي واجهته .
أسدل الستار بتوزيع شواهد تقديرية على المشاركين في الندوة، وعلى الشباب الداعم لمركز ليكسوس للباحثين، وأخذت صور جماعية في الختام للذكرى.