عن الرواية وصورتها
وقضايا أدبية وتربوية أخرى
ازداد الدكتور محمد أنقار بمدينة تطوان سنة 1946م، وهو يعتبرمن أهم الباحثين المشتغلين بالحقل النقدي،حاصل على دبلوم الدراسات العليا بكلية الآداب بفاس سنة 1984في مجال أدب الأطفال، وعلى دكتوراه الدولة بكلية الآداب بالرباط سنة 1992 في مجال الأدب المقارن، وعلى جائزة المغرب، فرع الدراسات الأدبية والنقدية لسنة 1998، وعلى جائزة عبد الله كنون، فرع الأدب المغربي لسنة 1999(مناصفة). له الكثير من الإصدارات والكتب في مجال القصة القصيرة والمسرح والرواية وغيره .
حول الرواية وصورتها، وحول قضايا أدبية وأخرى تربوية ، حاورنا الدكتور ” محمد أنقار” وكان لنا معه الحوار التالي :
+ تتشرف مدونتنا باستضافتكم دكتور محمد أنقار، ونرحب بكم بيننا في هذا اللقاء الحواري. إن المتتبع لأعمالكم الأدبية، يلاحظ حضورا قويا لمدينة تطوان، فهل هو تعلق بمسقط الرأس؟ أم رغبة في السفر بالقارىء عبر هويتها العريقة، والدخول به في دهاليز أعماقها، واقعيا وتخييليا؟.
■ بالفعل هو حضور قوي، وأسبابه جامعة للأمرين معاً الواردين في الاستفسار: “مسقط الرأس”، و”الهوية العريقة”. وبخصوص مسقط الرأس لا يعني الميلاد فقط؛ بل حتى كل مراحل التنشئة؛ بما فيها من طفولة، وصبا، وشباب. وأفترض أن مرتع الصبا إذا لم يوثر في صاحبه فمن المؤكد أن العلة ستكون في الشخص ذاته وليس في المكان. ذلك أن كل أمكنة الدنيا مفعمة بالسمات المؤثرة. هي معروضة بكرمٍ. لافتة. وفي هذه الحال يتأثر أصحاب الحساسية المرهفة أكثر من غيرهم. أما نتيجة التأثر فقد تتجلى في عموم الإنتاج الأدبي والفني، بل وحتى هؤلاء الذين لا يمارسون الإبداع تراهم يعبرون عن ذلك التأثر بتلقائية طبيعية.
أما مسالة “الهوية العريقة” فواردة أيضاً. هي دعوة إلى القارئ كي يتغلغل معي في كينونة تطوان؛ ليس في أعماق المدينة العتيقة فحسب، بل حتى في الحارات والشوارع الجديدة، والضواحي. إني أفترض أن ثمة خصوصية لافتة. غير أن هذه الخصوصية ليست منغلقة على ذاتها، بل هي تتضمن نداءاً خفياً للكون برمته. وربما كان ذلك هو الذي يشكل المعادلة العميقة لمدينة الحمامة البيضاء.
+ “باريو مالقة” رواية غزيرة بالمعلومات التاريخية، وتتميز بالطابع التوثيقي، المعتمد على مرجعيات غنية من مجلات وكتب وذكريات، إضافة الى الإنصات لشهادات حية من بعض قدماء الباريو. فمن أين جاءت فكرة تأليف رواية دسمة بهذه الصورة ؟
■ بالفعل التوثيق حاضر بقوة في رواية “الباريو” وكذلك المعلومات التاريخية المستمدة من مصادر شتى. لكن التوثيق والتاريخ ليسا كل شيء في هذه الرواية. بل يجب الانتباه كذلك إلى التكوين الروائي الذي أقمت عليه العمل. وإذا أخذنا التكوين بعين الاعتبار لن نعد هذا النص عملاً تاريخياً أو توثيقياً. هما مندغمان فيه. لذلك أرى من المناسب الحكم على “الباريو” اعتماداً على ذلك الاندغام وإلا فإننا سنقتل روح الرواية.
أما فكرة الرواية فقد جاءت من المعايشة اليومية للتفاصيل والأحاسيس في حارتنا. في فترة الستينات من القرن الماضي لم تكن ثمة مغريات كثيرة من شأنها أن تصرفنا عن الاحتفاء بمختلف تفاصيل الحياة والنماذج البشرية. حتى موضوعات الحوار بين أولاد الحارة لم تكد تخرج عن ذلك النطاق. ومن فرط تكرار الملاحظات والأحاديث والمعايشة ترسخت في الأعماق صورة الحارة إلى أن سكنتني وصعب عليّ التخلص منها. والحق أن فكرة كتابة رواية عن “الباريو” خطرت لي منذ زمن الشباب، لكن لم يكن لي آنذاك قِبلٌ على كتابتها. صحيح أنني كتبت في تلك الفترة أكثر من مقدمة، ومع ذلك لزمني أن أنتظر عقوداً إلى أن حصل النضج و”هجمت” عليها.
+ الحديث عن روايتك هذه وأختها رواية “المصري” ينعطف بنا نحو موضوع (الصورة الروائية). فالدكتور محمد أنقار، هو رائد الصورة الروائية ومنظرها في المغرب والوطن العربي، وهو المؤسس الحقيقي لحلقة تطوان. نريد كقراء غير أكاديميين، التعرف إلى مرجعيتكم وإضافاتكم لهذا المنجز النقدي الجديد؟.
■ أولاً؛ إني أتحفظ كثيراً من تلك الأوصاف الواسعة من قبيل “الرائد” و”المؤسس”، و”صاحب مشروع”. ثانياً؛ ليست هناك أية حلقة نقدية في تطوان بخصوص الصورة الروائية، وإنما هناك مجموعة من الباحثين الذين يقاربون هذا الإشكال بدرجات علمية متفاوتة. وإذا كان لا بد من الحديث في هذا المضمار عن حلقة فإن مدينة طنجة أولى بها من تطوان. ثالثاً؛ إنه ليس منجزاً نقدياً جديداً، بل إن إشكال التصوير في السرد قديم نسبياً، وما قمت به لا يتجاوز العودة إلى تاريخ ذلك الإشكال، وتجميع اجتهادات أصحابه من الغربيين خاصة، وإعطاءه صفة “الظاهرة النقدية”. ربما كانت هذه هي إضافتي الوحيدة. أما المرجعية المنهجية أو النقدية فتتجلى أساساً في قراءة السرد قراءة غير شعرية. أي أن نقرأ مثلا فقرات قصة أو رواية ليس كما نقرأ أبيات قصيدة. وإذا فعلنا ذلك برزت بوضوح كبير مرجعية الإشكال الذي نتحدث عنه.
+ أين تلتقي الصورة الروائية، وأين تختلف بين مستواها المغربي والمستويين العربي والعالمي؟
■ ليس للصور الروائية مستويات مغربية، وعربية، وعالمية. إنما هناك صور روائية إنسانية وكفى. هناك يلتقي الإبداع الإنساني. بمعنى آخر: إن الكاتب، رغم أصله المغربي، أو العربي، أو الكوني إنما يكتب من أجل أن يصور حقيقة الإنسان، وأحاسيسه، وأفكاره. وحتى على مستوى النقد هناك وحدة.
+ هناك سؤال دكتور محمد أنقار، مرشح لكي يطرحه القارئ عليكم، خصوصا ممن لم يطلعوا على إنجازكم في موضوع الصورة الروائية، دون أن يخلو من فطنة، ألا وهو: هل هناك فرق بين الصورة الشعرية التقليدية المعهودة، والصورة الروائية الجديدة؟ أم أن الأمر لا يعدو نقل المصطلح من حقل الشعر إلى حقل الرواية؟.
■ ليست الصورة الشعرية معطى تقليدياً والصورة الروائية معطى جديداً. هذه معادلة غير صحيحة. إنما هناك صور مفعمة برحيق الشعر سواء أكان عمودياً أم حراً. وفي المقابل هناك صور سردية مفعمة هي الأخرى بأجواء القص وسماته. الافتراض النقدي الذي أصدر عنه يتجلى في عدّ الجنس الأدبي قادراً على تكييف صوره بنوع من الخصوصية الأجناسية. أنا أعرف جيداً ألاّ فواصل صارمة بين مختلف الأجناس الأدبية، لكني أعرف في الوقت ذاته أن تلك الخصوصية تجعل كتابة الشعر وقراءته مثلاً لا تشبهان كتابة الرواية وقراءتها. لذلك فالأمر ليس نقلاً للمصطلح من حقل الشعر إلى حقل الرواية؛ وإنما هو قائم في إثارة الانتباه إلى خصوصية القراءة والكتابة والمتعة التي يتيحها كل جنس أدبي على حدة.
+ ما دمنا نخوض في مجال الصورة، نجد أنفسنا في حاجة أيضا لطرح السؤال الموالي: كانت السينما مدرسة حقيقية لجيل الخمسينات والستينات والسبعينات من القرن الماضي، ألا تحدثوننا عن التأثير الذي مارسته السينما فيكم، وفي أبناء جيلكم عموما؟ وهل من علاقة بينها وبين مشروع الصورة الروائية؟
■ أقول باستمرار إن تأثير السينما في جيلي وفي كتاباتي عظيم جداً. كانت السينما في زماننا الأداة الترفيهية الأولى التي يفوق سحرها حتى سحر القراءة ذاتها. والدليل أن عديداً من أصدقائي آنذاك لو يكونوا يقرؤون ولا يتابعون الدراسة، ومع ذلك كان يجمعنا سحر السينما. ويمكنني أن أقول إن السينما في تلك الفترة كانت تقوم مقام كل وسائط التواصل الاجتماعي في عصرنا هذا. فيها الأدب، والصور، والتمثيل، والحوار، والأحاسيس، والألوان، والجد، والهزل. باختصار كانت عالماً قائم الذات. لذلك كان من المنطقي أن تتأثر لاحقاً تصوراتي الإبداعية والنقدية بالسينما وعواملها. ولعل أوضح مثال على ذلك أنني عندما أتحدث عن “الصورة في الرواية” أتمثل في الآن ذاته الصور السينمائية وهي في حركة، أو حتى وهي جامدة في أشرطة السِلوليد، أو مكتوبة في شكل سيناريو، أو وهي في غرفة التوضيب أو المونتاج.
+ من جهة أخرى، معروف أن الدكتور أنقار عاشق للموسيقى الكلاسيكية، يعزف على القيثارة، ومولع بالتشكيل وممارسته، كما بدا من رسمكم للوحات عدد من الإصدارات. فهل كان لهذه الاهتمامات الفنية المتعددة، دور مؤثر في الرفع من مستوى إبداعاتكم القيمة وتجويدها ؟
■ أعشق كل ألوان الموسيقى بما فيها الكلاسية الغربية، والطرب المشرقي، والغناء الشعبي المغربي. وفي الحقيقة أنا لا أعزف أية آلة، وإن كنت في زمن غابر قد ولجت المعهد الموسيقي لمدة وجيزة جداً، وبدأت أتعلم العزف على القيثارة بمفردي ثم توقفت. وعلى الرغم من أني كنت مجرد هاوٍ للموسيقى كنت أشتري أسطواناتها وأشرطتها، وكتبها وحتى نوطاتها المدونة وإن لم أعرف كيف أقرؤها. ثم تخليت عن كل ذلك لابنتي.
أما الرسم فلم أنقطع عنه منذ زمن الشباب حتى يومنا هذا. صحيح أن رسومي اليدوية أصبحت نادرة في السنوات الأخيرة؛ إلا أنها لم تنقطع.
أما بخصوص تأثير الفنون في تشكيل رؤى الأديب وتجويدها فذاك أمر لا مراء فيه. إنني عندما أقرأ مثلاً لأديب أو ناقد أو أستمع إليه أبحث إن كان عاشقاً لسائر الفنون أم لا. وعندما أكتشف فقره في هذا المضمار يسقط في عيني وأشفق عليه. والطريف أن هناك نقاداً وأدباء عديدين من هذا الصنف، من هؤلاء الذين أوغلوا في تخصصهم الضيق حتى أصيبوا بالعمى الجمالي.
+ في نظر د.محمد أنقار الناقد، ما هي الروافد المعرفية والمنجزات المنهجية، وغيرهما من السبل التكوينية الناجعة، التي من شأنها أن تشكل قدرة الناقد المعاصر على قراءة الأعمال الأدبية والنصوص الإبداعية بشكل موضوعي يضئ ويكتشف ويضيف؟
■ كلما اتسعت دائرة قراءات الناقد، وتوكد تفاعله مع سائر الفنون، وكانت له مواقف ومبادئ راسخة في الحياة إلا ومارس نقداً موضوعياً إلى حد بعيد. لكنها معادلة صعبة تفسدها المصلحة، والنقد المجامل، وقلة الزاد المعرفي والفني. وللأسف الشديد فإن باع هذه الموضوعية المثالية قد تقلص في زمننا. ومع ذلك تظل حلماً، وأملاً، ونوراً يضيء عتمة الظلام الثقافي المعاصر.
+ في موضوع آخر ذي ارتباط بالسؤال السابق، أسألكم الدكتور محمد أنقار، عن تقييمكم الشخصي للمواهب الشابة، التي تنشط في مجالات الإبداع المتنوع، وبماذا تنصحونهم؟
■ المواهب الشابة هي المستقبل بعينه، شئنا أم أبينا. صيرورة الحياة تقول ذلك. لذلك أفترض أن نرجح في أحاديثنا كفة تقويم أدب الشبان على أدب الشيوخ. أما النصائح فلا تجدي في هذا المضمار. إن الإبداع تجربة حياة، ومن الصعب جداً أن يفتي المرء في الأمور ذات الصلة بعمق الحياة. صحيح أن هناك من يتطوع إلى تقديم بعض الإرشادات للناشئة، لكني أراها قليلة الجدوى.
وافترض أن ما قد ينفع في هذا المجال هو أن نعلم الناشئة كيف يحبون الحياة ذاتها عوضاً أن نقدم لهم النصائح السهلة. كان المرحوم يحيى حقي يقول: «قبل أن يشقى كاتب القصة ببناء عمله ينبغي أن يشقي ببناء نفسه». ومن ناحيتي أقرأ كثيراً للأدباء الشبان. ولقد تكونت لدي عبر العقود تجربة أن أحدس إن كان الأديب الناشئ مصاباً بلوثة الغرور، أو هو موسوم بنكران الذات. إذ في الحالة الأولى غالباً ما يكون ثمة إخفاق حتى وإن كان هناك تألق ظاهري زائف. أما في الحالة الثانية فيتحقق النضج المبكر الذي يملي على صاحبه بأن يتريث ويحسب ألف حساب قبل أن يقبل على أية خطوة.
وعلى العموم أحاول، أن أكون موضوعياً مع المواهب الشابة قدر الإمكان. إن معظمهم يثق بتقويمي. والدليل على ذلك هذا القدر الطيب من النقاد والمبدعين الشبان الذين ينشطون الساحة الثقافية المغربية والعربية، وكان لي شرف أن أصاحبهم في انطلاقاتهم الأولى.
+ صرح الكاتب المسرحي “رضوان احدادو” مؤخرا، في مهرجان القصر الكبير للمسرح، بما يلي : “إننا في جهة الشمال ظلمنا في تاريخنا الوطني، ظلمنا في تاريخنا الفني، وظلمنا في كثير من المجالات”. وفي إطار اهتمامكم بفن المسرح تدريسا ونقدا وإبداعا، هل تتفقون مع هذا التصريح؟ وما هو نوع الظلم الذي طال المسرح بالشمال ؟
■ عندما أتعامل مع المسرح أو أية ظاهرة ثقافية أخرى أحاول جاهداً أن أنظر إليها في كليتها وليس في منحاها الجزئي. لذلك درّست المسرح سنوات طويلة، وكتبتُ عنه نقداً، ومارسته إبداعاً، وكانت منطلقاتي في كل ذلك اعتبار هذا الفن إرثاً إنسانياً شاملاً. صحيح أنني اهتممت بالتأريخ لفن المسرح في شمال المغرب من خلال الأبحاث المونوغرافية التي كان ينجزها طلبتي، إلا أني اهتممت كذلك بالمسرح الإغريقي، والمصري، والألماني، والمغربي، والعربي. لكن لا بد في هذا المجال من إضافة حقيقية دامغة لها صلة بالمجهود الكبير الذي قدمه رضوان احدادوا حينما كان يؤرخ لظاهرة المسرح في الشمال من خلال مقالاته القيمة التي نشرها في مجال “الشمال”: لا شك أن الرجل قد صدر في تصريحه عن المعرفة الكبيرة بذلك التاريخ.
+ كانت رسالتكم لنيل دبلوم الدراسات العليا عن قصص الأطفال بالمغرب، رائدة في دراسة أدب الطفل في المغرب، كما أنكم سبق أن خضتم تجربة الكتابة القصصية للأطفال، فماذا تقولون من هذا المنطلق، عن هذا الحقل المهمش عندنا، وما مدى إقبال الطفل المغربي على القصص الموجهة اليه؟ هل من تجاوب منه معها ؟
■ الكتابة للأطفال عملية صعبة جداً. في أوربا وعموم الغرب يمارسها أدباء ورسامون محترفون. في حين تغلب علينا في هذا المجال الهواية والعصامية. والحق أني أتهيب دوماً من الكتابة للأطفال لأني أدرك جيداً أن العملية ليست مجردَ تبسيط للكلمات والأفكار والصور. الكتابة للأطفال أكبر من ذلك.
ومن خلال تجربتي المتواضعة في هذا المجال ألاحظ أن نهم أطفالنا لقراءة القصص لا يتوقف. هم يقبلون غالباً على الروائع الخالدة بما فيها قصص جحا والكلاسيات المصرية والعالمية. أما غيرها فالأمر يحتاج إلى دراسات تقويمية وإحصائيةكما في أمريكا وأوربا، وحتى بعض دول الخليج. وأخوف ما أخافه في هذا الحقل الهش أن يقرأ الطفل قصة ثم يصاب بعدها بخيبة الأمل. إني لا أرضى له مثل تلك الخيبة. لذلك أستصعب عملية الكتابة للأطفال.
وأقول: – كفاية من الخيبات التي يستشعرها أطفالنا في واقعهم. لنكن في مستوى المسؤولية التي ينتظرونها منا، ولنكف عن إعطاء الرتبة الأولى للغاية التجارية.
+ قبل أن نودعكم الأستاذ الدكتور محمد أنقار، يجمل بنا أن نستفيذ من خبرتكم التربوية، فنسألكم: كنتم من الأساتذة الذين تحملوا عبء النهوض بالتعليم في المغرب، غداة الحصول على الاستقلال، في الثانوي تدريسا وإدارة، كما في التعليم العالي بحثا وتأطيرا، وقد دامت ممارستكم للتعليم حوالي أربعة عقود، قبل أن تغادروه بالتقاعد. فما قراءتكم دكتور للمنظومة التعليمية الراهنة بالمغرب ؟ وما الذي تغير في رأيكم بهذا القطاع بين الأمس واليوم؟ وكيف ترون آفاقه مقبلا؟
■ قضيتُ موظفاً في سلك التعليم خمساً وأربعين سنة ما بين الثانوي والجامعي. أما عن أزمة المنظومة التعليمية فلا نقاش فيها. وأما العملية الإصلاحية فلا بد أن يؤخذ فيها بعين الاعتبار آراء رجل التعليم الذي يعد حجر الأساس في تلك المنظومة. وأما التغيير فقد حصل كما هي سنة الحياة. كانت ثمة تجارب مرتبكة. ومع ذلك فإني متفائل دوماً، لكن الطريق لا يزال طويلاً.