شُدِّي يَدِي وَتَحَدَّثِي عَرَبِي ** يَا بِنْتَ يَعْرُوبٍ وَبِنْتَ أَبِـي
لغةُ الْهُدَى وَالضَّادُ دَيْدَنُهَا ** عَرَبِيَّةٌ فِي الإِسْمِ وَ الْنَّسَبِ
لُغَةُ الْهُدَى سَتَظَلُّ خَالِدَةً ** بِلِسَانِ قُرْآنٍ وَهَدْيِ نَبِـي
تِيهِـي مُفَاخِرَةً فَأَنْتِ إِذَا ** فَاخَرْتِ لَمْ يُعْوِزْكِ مِنْ سَبَبِ
أَنْتِ الهِدَايَةُ لا كَمَا بَاتَتْ ** هِنْدٌ وَلا حَمَّـالَـةُ الْحَطَبِ
فِي حَاضِر ٍأَنْتِ الْمُنَى انبعثتْ ** وَعَرِيقَةٌ فِي رَوْضَةِ الْحَسَبِ
وَلأَهْلِكِ الْمُتَقَدِّمِينَ نُـهَى ** شَاعَتْ ضِيَاءً فِي مَدَى الْحُقُبِ
وَتَذَكَّرِيهِمْ هُمْ بُنَـاةُ غَـدٍ ** مِنْ أَرْضِ أَنْدَلُسٍ إِلَى حَلَبِ
عَبَرُوا بِعِلْمٍ فِـي جِعَابِهِمُ ** حتى ضفاف السِّينِ وَالأَلَـبِ
سَارَتْ إِلَى أُمَمٍ مَوَاكِبُهُمْ ** شَادَتْ قَوَاعِدَ لِلْهُدَى الْوَجِبِ
بَيْنَ الأَنَامِ تُرَى مَنَابِرِهُمْ ** مِثْـلَ الْمَنَارَاتِ وَكَالشُّهُبِ
وَبَنَوْا عَزِيزًا مِنْ مَعَالِمِهِمْ ** وَثَقَافَـةً بِالْفِكْـِر وَالْكُتُبِ
فَإِذَا العَوَالِمُ عِنْدَ مَقْدَمِهِمْ ** تَزْهُو ازْدِهَاراً مِنْ سَنَا النُّجُبِ
وَحَضَارَةُ الأَجْدَادِ مَا انْطَفَأَتْ ** وَصُرُوحُهُمْ بِالغَرْبِ لَمْ تَذُبِ
غَابَتْ بَعِيداً شَمْسُ غَيْرِهِمُ ** وَشُمُوسُهُمْ باللَّهِ لمََ ْتَغِـبِ
مَنْ شَـاءَ أَنْ يَقْتَادَ أُمَّتَنَـا ** يَغْتَالُ فِيهَا جَذْوَةَ اللَّـهَبِ
حَتَّى إِذَا صَارَتْ مُجَوَّفَةً ** سَهُـلَ الْقِيَـادُ بِهَا لِمُنْقَلِبِ
وَشَمَائِلٌ بِيضٌ وَقَدْ لَمَعَتْ ** أَخْلاَقُهَـا؛ لَوْلاَكِ لَمْ تَطِبِ
أنْتِ الأُمُومَةُ أَرْضِعِي لَبَناً ** مُتَشَبِّعـاً بِالْعِلْـمِ وَالأَدَبِ
أُمٌّ لأَجْيَـالٍ تُعَلِّـمُهُـمْ ** نُعْمَى الْحَيَاةِ بِلَحْنِهَا الْعَذِبِ
فِيهِمْ بِرَبِّكِ اُغْرُسِي خُلُقًا ** عَطِراً إِذَا ابْتَكَرُوا وَفِي الْخُطَبِ
وَتَذَكَّرِي أَنَّ الرِّجَالَ لَهَـا ** مِنْ أُمِّهَـا: سُقْيَـا لِمُحْتَلِبِ
فَقِوَامُ مَنْ نَجَحُوا الَّتِي غَرَسَتْ ** سُبُـلَ الْفَلاَحِ لِيَافِعٍ وَصَبِي
مَمشُوقَةَ الْْقَدِّ الَّتِي وَقَفَتْ ** لِتُصَافِحَ الأُخْرَى عَلى كَثَبِ
أَإِذَا دَعَاكِ الْيَوْمَ مُنْفَرِطٌ ** مِنْ عِقْدِهِ الْمَرْصُوصِ والرَّتِبِ
لاَكَتْ شِفَاكِ فَلاَ فَرَنْسِيَةً ** تَتَحَدَّثِينَ وَلاَ لُغَى الْعَـرَبِ
فَرْحَى بِتَهْجِئَـةٍ بِهَا عِوَجٌ ** وَبِلَكْنَةِ الْمَبْحُوحِ مِنْ طَرَبِ
سَأُتَابِعُ الْخَطْوَ عَلَى مَضَضٍ ** وَلِسَانُ حَالِي: اِنْطِقِي عَرَبِي
من توقيع : المحمدي الطيب.