قلمي لا ينكسر (قصة قصيرة جدا) / بقلم : محمد الموذن
كاد أن يجف قلمي في جيبي من جراء عدم استعماله، والاعتماد عليه في تحرير الرسائل التي اختفت، وكتابة المقالات التي استأثر بها الحاسوب، وتوقيع القرارات التي اغتالها التقاعد الوظيفي، تحرك قلمي بجيبي ولم أكثرت، حاول التسلل إلى الخارج مع بطاقة التعريف الوطنية فصددته، وحاول الهروب من قفص الجيب فأحكمت إقفاله، كاد قلمي أن يفقد صوابه، وأنفاسه وبصيرته واعتباره.
دارت الأيام، ونسيت أن لي قلما في الجيب يحتضر، أدخلت يدي في جيبي أتفقده فتشبت بمعصمي، وسابقني إلى خارج الجيب، تنفس الصعداء، وصاح مبتهجا: ما أجمل الحياة!، ثم سقطت من عينه دمعتان، دمعة الحزن، ودمعة الفرح، وابتسم ابتسامة، عجزت عن ترجمة مدلولها، وقال لي مخاطبا: أكتب أكتب ، حررني من الجمود، فأنا حي، لا أنكسر، ولا أموت.