شكل يوم الإثنين اليوم الذي تشرف بمولد الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، وكذا ببعثته وهجرته ثم وفاته عليه أزكى الصلاة والسلام، ولذلك نجده – صلوات الله عليه وسلامه – قد خص هذا اليوم بالصيام، اعتناء به وتشريفا له.
محمد صلى الله عليه وسلم .. الرسول الإنسان الذي اصطفاه الله تعالى، حامل راية الإسلام، الصادق الأمين، الناصح المبين، سيد الخلق وخاتم الأنبياء والمرسلين، حامل الرسالة الإلهية العظيمة والسامية التي تتأسس مضامينها على قيم الرحمة والخير والتعايش والتسامح والتلاحم، حمل أمانة تبليغ الرسالة إلى العالمين، فأداها على أكمل وجه عليه الصلاة والسلام .
هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم، يعود نسبه الشريف إلى سيدنا إسماعيل بن إبراهيم عليهما الصلاة والسلام، ازداد – صلوات الله عليه وسلامه – يوم الإثنين 12 ربيع الأول من عام الفيل بمكة المكرمة، كان وحيد الأبوين، ولم يكن له أي إخوة من النسب، وقد نشأ – عليه الصلاة السلام – في بيت شرف وعز بين قومه، إلى أن شاء الله تعالى أن يختاره من بين العباد رسولا ونبيا .
اشتغل الرسول – صلى الله عليه وسلم – في الرعي، ثم في التجارة، وقد بلغ عدد زوجاته ثلاث عشرة زوجة، كانت إحداهن نصرانية، كما بلغ عدد الغزوات التي خاضها – عليه الصلاة والسلام – سبعا وعشرين غزوة .
أم محمد صلى الله عليه وسلم هي آمنة بنت وهب، ومرضعته هي حليمة السعدية، عاش صلى الله عليه وسلم يتيم الأب، وسرعان ما فارقت أمه آمنة الحياة هي الأخرى وهو في السادسة من عمره، كفله جده عبد المطلب، وبعد وفاته انتقل – عليه أفضل الصلاة والسلام – للعيش مع عمه أبي طالب.
كان محمد صلى الله عليه وسلم محبا للتعبد، حيث كان يقضي الليالي الطوال يتعبد في غار حراء بعيدا عن أعين الخلق، وعندما بلغ عمره الأربعين عاما نزل عليه الوحي.
يعتبر الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من الشخصيات التاريخية العظيمة الجليلة التي لن يجود بها الزمان مرة أخرى، ولن تتكرر أبدا، فقد كان يخرج إلى الناس يدعوهم إلى الإسلام مبتدئا بأهله وعشيرته، وكانت زوجته أمنا خديجة رضي الله عنها وأرضاها أول من آمنت برسالته وصدقته ووقفت إلى جانبه، وقد أقام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في مكة ثلاثة عشر عاما، دعا فيها إلى عبادة الله سرا ثم جهرا، في لطف ولين ومن غير قتال، فأنذر عشيرته الأقربين، ثم أنذر قومه، ثم أنذر من حولهم، ثم أنذر العرب قاطبة، ثم أنذر العالمين.
تحمل رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم الكثير من التعذيب والشتائم، وتعرض – عليه الصلاة والسلام – لكل أشكال الأذية، فأسرى به الله ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، راكبا على البراق بصحبة جبريل عليه السلام، فنزل وصلى بالأنبياء ثم عرج به إلى السماء الدنيا.
هو – صلى الله عليه وسلم – من قسم شهر رمضان الكريم ثلاثا: أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار. لم يذكر عنه – صلى الله عليه وسلم – أن أذن في حياته قط، حج حجة واحدة في عمره، وهي حجة الوداع، وتمت في العام العاشر الهجري، كما أنه اعتمر – عليه الصلاة والسلام – أربع عمرات، وكانت جميعها في شهر ذي القعدة.
من أسماء النبي محمد صلى الله عليه سلم: محمد، أحمد، الماحي( الذي يمحو الله به الكقر)، والحاشر ( الذي يحشر الناس على عقبيه)، العاقب (الذي ليس بعده نبي)، وكذا اسم ” نبي التوبة”، وسماه الله تعالى رؤوفا رحيما.
اتصف – عليه أزكى الصلاة والسلام – بصفات خلقية رفيعة، بلورتها سلوكاته القويمة ومعاملاته الإنسانية، كما تميز – عليه الصلاة والسلام – بحسن المظهر، فجمع بين جمال الروح وجمال الشكل .
مرض الحبيب المصطفى في السنة الحادية عشرة في شهر صفر، وفي ربيع الأول زاد مرضه صلى الله عليه وسلم، فتوفي يوم الإثنين ثاني عشر من ربيع الأول من السنة الحادية عشرة، عن عمر يناهز الثالثة والستين عاما.
مات محمد صلى الله عليه وسلم ولم يمت ذكره، وخلدت رسالته المحمدية السماوية، فاللهم صل وسلم وبارك على سيد الخلق محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين.