Homeبأقلام الأدباء والمثقفينمستشفى القصر الكبير مشروع مؤسسة القصر الكبير للتنمية والأطراف الأخرى شركاء فيه (4)/ بقلم : محمد الموذن
مستشفى القصر الكبير مشروع مؤسسة القصر الكبير للتنمية والأطراف الأخرى شركاء فيه (4)/ بقلم : محمد الموذن
كانت النهاية بداية لمسار جديد، ولم تكن الضربة قاضية، ولا قطار الأمل والتنمية توقف عن رحلته نحو تحقيق الهدف المستعصي، بل ضاعف ربانه السرعة من أجل الوصول إلى محطة تدشين انطلاق ورش الأشغال في الوقت المناسب، وتحت ضغط الزمن اتصل البروفيسور مصطفى العزوزي بعدة جهات من أجل المساهمة في تحقيق هذا الحلم، الذي سيغطي حاجيات مدينة القصر الكبير والعرائش وباقي المناطق المجاورة الصحية، وانخرطت على التوالي في هذا المشروع وكالة تنمية الأقاليم الشمالية، تم عمالة إقليم العرائش عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووزارة الصحة على مستوى توفير الأطر الطبية والإدارية.
الغريب في الأمر هو أن مؤسسة المجلس البلدي امتنعت عن المساهمة أو المشاركة في مشروع مستشفى القصر الكبير، ورغم أن مؤسسة القصر الكبير للتنمية بحضور رئيسها عقدت عدة اجتماعات مع رئيس الجماعة المحلية للمدينة لاستقطابه إلى حضيرة الشركاء إلا أنه أبى واستعصى، ولم يبد أي اهتمام بذلك، وذلك موقف أغلب السياسيين من المشاريع التي لا تتلون بلونهم، وتكون خارج أجندة حزبهم، وفي حوار بين السيد عامل إقليم العرائش والسيد رئيس المجلس البلدي التنموي كنت بصفتي أحد أعضاء مؤسسة القصر الكبير للتنمية أحد أطرافه، قال عامل الإقليم مخاطبا السيد الرئيس: في أوروبا عندما يطلب من جهة أن تساهم في مشروع ما، تتساءل، هل مجلس المدينة شريك في المشروع؟، فإن كان الجواب بالإثبات، سارع إلى الانخراط فيه، وإن كان الجواب بالنفي أعرض وأبى، فمشاركة المجلس البلدي أو عدمها هي مؤشر الثقة والمصداقية، فأردف السيد العامل قائلا: مشاركتكم في المشروع دعم له ماديا ومعنويا، غير أن السيد الرئيس مضغ كلام العامل ولم ينبس ببنت شفة.
شكلت لجنة إدارية وتقنية للإشراف على بناء المستشفى بعد التوصل بمساهمات الشركاء المالية، وانطلقت الأشغال، وظهر للعيان هيكل المستشفى بارزا على سطح الأرض، وتعثر المشروع ، وتوقفت الأشغال، تم استأنفت مرات متعددة، وكان البروفيسور العزوزي في كل عثرة يتدخل لإصلاح العطب، وتسوية الوضعية، وعلاج المشكل، وإنقاذ المشروع إلى أن قلنا الحمد لله، قد تحقق حلم المؤسسة ومدينة القصر الكبير في أن يكون لها مستشفى متعدد الاختصاصات.
طلب البروفيسور مصطفى العزوزي بصفته صاحب المشروع، ومعه لجنة الإشراف على إنجازه من المجلس البلدي التنموي ربط المستشفى بقناة الصرف الصحي كمساهمة من الجماعة، فكان موقفه سلبيا، طالبا بأداء فاتورة الدراسة والربط المكلفة من المؤسسة، وإدارة الإشراف على بناء المستشفى، ومرة أخرى يوضع حاجز من طرف مجلس المدينة في سكة قطار التنمية الصحية، وحجر عثر في طريق مشروع المستشفى الكبير، وتساءل الجميع عن موقف المجلس الغريب، وتعجبوا من رفضه المساهمة في مشروع يخدم مصلحة سكان المدينة والإقليم، ويوفر للكتلة الناخبة الصحة والعافية.
وكما قلنا سابقا: إن السياسي يتخوف دائما من المثقف، ولا يطمئن لمبادراته التطوعية، فهو دائما يعتبره منافسا مفترضا، يجب الحذر منه، وإذا عرف السبب بطل العجب، وقد دار الزمان على دارا وقاتله، أما كسرى فما آواه إيوان، فقد أسفرت نتائج الاقتراع العام عن سقوط أغلب فرسان المجلس السابق من كفة ميزان العدالة، والانتخابات الجماعية، وبقي المستشفى حلما مشروعا لأبناء هذه المدينة المهمشة، وحقيقة وواقعا بالقوة والفعل، وحملت رياح التغيير مجلسا لجماعة القصر الكبير يعتبر مصلحة المدينة فوق كل اعتبار، وسارع إلى الانخراط في دينامية هذا المشروع الصحي، فتكلف طوعا بربط المستشفى بقنوات الصرف الصحي بالمجان، وفك العزلة عن المستشفى بمد طريق معبد إلى فضائه، وطالب رئيسه الحاج محمد السيمو في قبة البرلمان الحكومة بالتسريع بموعد افتتاحه.
أصبح مستشفى القصر الكبير جاهزا، وقد تم تجهيزه من طرف وزارة الصحة بالتجهيزات الطبية المتطورة، وأعلن عن موعد افتتاحه، وفي حفل الافتتاح كانت المفاجأة، والدهشة والحسرة كذلك، حيث تم الإعلان عن الشركاء ، والجهات المساهمة، دون ذكر صاحب المشروع، البروفيسور مصطفى العزوزي، رئيس مؤسسة القصر الكبير للتنمية، فهو صاحب هذا المشروع منذ أن كان مجرد فكرة، ثم أصبح هدفا، ثم تحول إلى مشروع، حتى أصبح حقيقة وواقعا.
هو الراعي لهذا المشروع الكبير، هو الذي حماه من كيد الكائدين، هو الذي انتشله من هوة الضياع والتلاشي، هو الذي واكب كينونته على امتداد عدة سنين، البروفيسور مصطفى العزوزي وليس غيره هو صاحب الفضل في وجود هذا المستشفى، فكيف تم إقصاؤه وإقصاء مؤسسة القصر الكبير للتنمية من حفل افتتاحه؟.
هل يعقل أن نشير إلى جميع الشركاء كبارهم وصغارهم في القدر والمساهمة، ولا نشير إلى صاحب الفضل والمشروع؟، أم هو مجرد سهو أم مؤامرة؟، في جميع الحالات والاحتمالات يجب إثبات اسم البروفيسور مصطفى العزوزي في شخص مؤسسة القصر الكبير للتنمية ضمن قائمة الشركاء، وليعلم من فعل فعلته المنكرة أنه يستحيل حجب نور الشمس بالغربال، وأن ساكنة القصر الكبير وباقي سكان إقليم العرائش يكتبون في سجل الإنجازات، والمبادرات الرائدة، وقائمة الأبناء البررة لهذا الوطن اسم البروفيسور مصطفى العزوزي بماء من ذهب.