تعد مجموعة العربان للأغنية الغيوانية من أولى المجموعات التي تأسست في أواخر السبعينات بمدينة القصر الكبير، هدفها الحفاظ على الموروث الغيواني الأصيل، و البحث و التنقيب في بحوره و مقاماته المتجذرة في التراث الشعبي المغربي ..
مر العديد من هواة الظاهرة الغيوانية بهذه المجموعة منذ تأسيسها كالفنان العالمي الكناوي حميد القصري، ومنهم من غادر المدينة لظروف العمل و منهم من لا زال فيها..
من بين المؤسسين الأوائل للمجموعة الأخوين: الفنان سي نورالدين لعليكي ( رئيس المجموعة )، و أخوه الكاتب و القاص سي محمد لعليكي، واللذان أخذا على عاتقهما الحفاظ على المجموعة، و جعلا الاستمرارية في هذا الموروث شعارهما .
للمجموعة عدة مشاركات و سهرات في مدينتنا و خارج المدينة، و كذلك في الجامعات و المهرجانات الوطنية، و في المؤسسات الإجتماعية كالسجون و الخيريات، وقد استدعيت للمشاركة خارج الوطن…
تتكون المجموعة الآن من الفنان و الأستاذ المؤسس السي نورالدين لعليكي (عازف على آلة البانجو )، و الفنان الكناوي الغيواني الأصيل السي ربيع الهبيل( عازف على آلة الهجهوج)، و الأستاذ المتألق في الايقاع السي عمر شديد، و الفنان الخلوق خويلي مصطفى . هم هؤلاء الوحيد ليس الغناء من أجل الغناء ، إنما الحفاظ على هذا الموروث الثقافي الذي له بعد روحاني، و كذا الغوص في ايقاعاته المغربية و العربية و الإفريقية و الحفاظ عليه من الاندثار بسبب كثرة المجموعات التي ميعت الظاهرة، وبسبب رحيل رواد الظاهرة الغيوانية كالمرحوم العربي باطما، والمرحوم بوجميع، و باكو عبد الرحمان، تغمدهم الله جميعا برحمته الواسعة.
هذه صورة تقريبية لا تستوفي كل ما راكمته المجموعة من تجارب و تضحيات لإيصال النغم الأصيل ، و الحفاظ على هذا الثرات، و ربما هناك تقصير من المهتمين و المختصين و الباحثين في الظاهرة و في الثقافة ككل بمدينتنا ..
شعب بدون تراث و بدون هوية تقافية هو شعب ميت، لأن التراث الشفهي أو المغنى أو المادي مثله مثل المعالم التاريخية أو المكتوب، هو من يقول للآخر من نحن و من نكون، و كيف كنا و كيف سنكون .