تكلموا عني قالوا في ما شاءوا بلا حياء ، نزعوا عني ثوب الفضيلة وألبسوني ثوب الرذيلة بالغصب و أنا العذراء العفيفة ، شتموني ، ذموني ، جرحوا كبريائي ، قذفوني بأبشع الأوصاف و أنا المظلومة الكسيرة ، ربطوا اسمي بلفظ * الفضيحة * و أنا الستر و الوقار عنواني ، سلبوا مني كل أشيائي الجميلة في قعر داري ، اعتنوا بالقشور وداسوا لبي وجوهري ، شاهد رب العالمين على طهارتي ، شاهد تاريخي على مجدي وبطولتي ، تركتهم يعبرون كما يحلو لهم ، تجرعت المرار وطالتني سموم ألسنتهم ، لم يرحموني ، لم يرفقوا بحالي ، فكان لابد أن أجمع قواي وأعرف بذاتي ، كان لابد أن أعلن براءتي وأسمع صوتي للصم وللجاهلين بحقيقتي ، فيا أيها الغافلون عن أصالتي وعراقتي ، هذه أنا ، فمن أكون ؟؟؟
أنا * أوبيدوم نوفوم * ، قبل أن تسيئوا الي راجعوا صفحات التاريخ ، ابحثوا عني في سجل الخالدات ، اسألوا عني وادي المخازن ، أعلنوا توبتكم بمسجدي الأعظم ، تصالحوا مع الحضارات التي تعاقبت على أرضي ، كلموا عني الاسبان و البرتغال و الفنيقيين و الرومان ، أنا أرض الأولياء والصالحين ، أرض الخير و التصوف والزهاد ، اسمي محفور في ذاكرة الأمكنة ، في المشرق و المغرب تجدون صدى سنيني ، أبنائي هنا وهناك يسجلون أسماءهم بماء من ذهب ، في شتى الميادين تجدهم : في الفن ، في الاعلام ، في الفكر ، في الابداع ، في السياسة ، في الاجتماع …. في شتى مناحي الحياة .
هؤلاء هم أبنائي الذين أنجبتهم وتربوا في أحضاني ، هؤلاء من أعترف بهم وأصرح أمام العالم أجمع أنهم بحق أولادي ، أما غيرهم فليسوا بأبنائي ، بريئة منهم براءة الذئب من دم يوسف ، ومنذ متى يعترف الآباء الحقيقيون بالأولاد العاقين كي أعترف بهم أنا ؟؟؟
أنا التي وطئت أقدام المشاهير أرضي ، أنا التي حظيت عبر العصور و الأزمان باحترام الصغير وتقدير الكبير ، زارني ابن خلدون ، احتمى بدفء مكاني نزار قباني ، كله مدون في كتاب فافتحوا صفحات كتبي قبل أن تفتحوا ألسنتكم بالكلام .
هل عرفتموني من أكون ؟؟؟
أنا مدينة القصر الكبير الأبية ، أقولها بكل فخر واعتزاز وأصرخ بها بأعلى صوتي ، ومن يقول العكس فليتحد تاريخي وليثبت أنه الذي على صواب .
كتبته في سنة 2008.