نحن النساء لا يقهرنا أن يتخلى أحباؤنا عنا..
يقهرنا ما يخلفه عدم الاهتمام..
يقهرنا الإهمال!!.
كم من امرأة شبكت خيوطها مع شخص لم يحتل قلبها؟!.
ولكن فقط استكانت إلى اهتمامه وسؤاله لأنها تخشى اليتم العاطفي ..
تخشى الوحدة..
تخشى أن تنسى كأنثى مرغوبة..
تخشى دار النسيان دون رنة هاتف أو لمسة سؤال أو حصار..
تخشى حضور الفراغ ..أكثر مما تخشى غياب الشخص وخسارته..
لذلك قد تذل..
قد تطمس هويتها وتقدم تنازلا تلو الآخر..
المهم ألا تلقى وحيدة لفك المنفى عن المشاعر..
ولهذا فغالبية النساء لا تختار الانفصال..
بل تتجنبه..
ترتعب منه.. تفضل الموت عليه..
ولتفادي هذا الإحساس المهلك الذي يستنزف شبابها مبكرا…
تقدم تنازلا تلو الآخر..
تسمح للرجل أن يشتم و يسب..
تسمح له أن يضربها ويهين قبيلتها وعشيرتها..
تسمح له أن يخون بمباركتها الصامتة..
تسمح وتسمح وتسمح ..
ومع ذلك، تخشى أن يفكر في تركها والانفصال عنها..
وإن فعل وغادر، تتمنى نهايته قبل أن يغادر عتبتها، أو يموت اختناقا إن رحل لأخرى أيا كانت أفضل أو اسوأ!!.
لأن الذي يغادرنا، نفضله أن يغادرنا مفترشا نعشا، على أن يفارقنا مفترسا عشقنا، وبمقدرة جبارة على العيش دوننا!!.
ببساطة، لأننا نعشق أنفسنا وغرورنا أكثر مما نعشق الآخر، وكبرياؤنا يرفض أن يُهجر أو يُترك قسرا أو اختيارا..
حيث إن إخلاصنا المتفاني في حب ذواتنا، يجعلنا قادرين على تحمل الموت فقدا.. على تحمل الفقد هجرا..
حتى لا نختنق غيظا وشماتة وقهرا..
وسِرا وشرا، نتمنى هجرته من الحياة كلها قبل أن يُفكر في هجرنا..
كي يظل اعتدادنا بأنفسنا شامخا دون شرخ!!.
في الهجر نصبح أنانيين جدا وتهمنا قلوبنا قبل كل شيء..
المحب المتفاني والملغي لذاتيته، وحده يتمنى لهاجره أن يكون بخير، وإن ظلمه جهرا وهجرا .
يحتاج سماع أنفاس حبيبه على البسيطة، ليعيش موته العاطفي بسلام..